بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اصطدم قمران اصطناعيان احدهما وأمريكي للاتصالات والأخر روسي في الفضاء في حادث هو الأول من نوعه، وهذا الحادث يجعلنا نفكر في قوله تعالى (ويمسك السماء) لنقرأ.....
على الرغم من اتساع الفضاء المحيط بالأرض وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الأقمار الاصطناعية وهي ذات أحجام صغيرة جداً مقارنة بالأجرام الكونية، وعلى الرغم من التقنيات المتطورة جداً التي وصل إليها العلماء ... فإن احتمال تصادم هذه الأقمار الاصطناعية قائم وهو ما حدث فعلاً.
فقد ذكرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن القمر الاصطناعي التابع لشركة إريديوم الأمريكية اصطدم وهو يدور بسرعة كبيرة على علو 780 كيلو متراً بقمر اصطناعي روسي خارج الخدمة في أجواء سيبيريا. وهذا الخبر أكدته وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس أن قمراً اصطناعياً روسياً يزن قرابة 1000 كيلو غرام أطلق إلى الفضاء عام 1993 وكان خارج الخدمة مؤخراً قد اصطدم بقمر اصطناعي.
وأدى الاصطدام إلى تكوين سحابة ضخمة في الفضاء من حطام القمرين لن تزول قبل أسابيع وتقول وكالة ناسا إنه ومنذ عام 1957 أطلق نحو 6 آلاف قمر اصطناعي إلى الفضاء وما يزال 3 آلاف منها قيد الخدمة حالياً، وهي تدور حول الأرض باستمرار، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يصطدم فيها قمران. وقالت ناسا إنها تتابع الحطام الناتج عن الصدام وتأمل أن يحترق اغلب الحطام عند دخوله المجال الجوي.
وهناك بعض المخاوف من ينتشر الحطام في الفضاء ويصطدم بالمحطة الفضائية الدولية التي تدور حول الأرض على ارتفاع 435 كم. لكن ناسا أكدت أن التصادم لا يشكل خطورة على محطة الفضاء الدولية التي يوجد بها حاليا ثلاثة رواد فضاء. وقالت إن مدار المحطة يقل بنحو 400 كيلو متر عن مسار الحطام الناجم عن التصادم. وتؤكد وكالة الفضاء الأمريكية أن المحطة الفضائية قادرة على المناورة لتفادي الاصطدام بالحطام عند الضرورة.
يقول نيكولاس جونسون الناطق باسم مركز جونسون للفضاء أن الحطام يشكل بعض الخطر على تلسكوب الفضاء العملاق هابل القريب من موقع الاصطدام و الأقمار الاصطناعية الخاصة بمراقبة الأرض. وأعرب العلماء المختصون بشؤون نفايات الفضاء الناجمة عن تحطم الأقمار الصناعية القديمة عن قلق متزايد بسبب تزايد هذه النفايات في الفضاء وباتت تشكل خطراً على رحلات مكوك الفضاء.
تعليق على هذا الخبر العلمي
لقد استوقفني هذا الخبر حول تصادم القمرين الاصطناعيين وتذكرتُ قوله تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]. فهذه الآيات طالما اتخذها المشككون وسيلة للطعن في صدق هذا القرآن، ولكننا وفي ظل هذا الخبر العلمي ندرك أهمية هذه الآيات الكريمات.
فعلى الرغم من التقنيات الهائلة التي يتمتع بها الغرب، فلديهم المختبرات العلمية ولديهم العقول والعلماء وأجهزة الكمبيوتر العملاق.... كل هذا فشل في مراقبة قمر اصطناعي صغير جداً يسبح في الفضاء، ونقول للملحدين: بالله عليكم كيف يسير هذا الكون الواسع بما فيه من كواكب ومجرات ونيازك و تقوب سوداء ونجوم تعد بمليارات المليارات... كل هذه الأجسام تسير بالصدفة!
لذلك ربما ندرك معنى قوله تعالى في أعظم آية من القرآن: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) [البقرة: 255]. وتخيلوا لو أن الله تعالى غفل لحظة عن هذا الكون ماذا سيحدث؟ إنه سيزول وينهار وتحدث التصادمات ولا يبقى منه شيء، ولذلك قال: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) فسبحان الله!